رئيس مليلية المنتمي للحزب الشعبي: إيقاف المغرب للمبادلات التجارية أضر بالمدينة و"لا مبرر" لمحاولات "ضمّها"
اعترف رئيس مليلية الجديد، خوان امبرودا، خلال حفل تنصيبه رئيسا للمدينة، أمس السبت، أن مليلية تضررت اقتصاديا بشكل كبير، بسبب قرار المغرب إيقاف المبادلات التجارية عبر المعبر الجمركي في سنة 2018، مشيرا إلى أن العديد من الشركات تعرضت للافلاس جراء ذلك بسبب اعتماد مليلية منذ عقود على العلاقات التجارية مع المغرب.
وأضاف امبرودا وفق ما أوردته "أوروبابريس"، أن محاولات المغرب لما وصفه بـ"ضم مليلية"، لا مبرر لها، في ظل "الحجج والأسباب والقانون الدولي والتاريخ وإرادة السكان" المنسجمة فيما بينها التي لا تدع أي مبرر لمحاولات المغرب "اقتطاعها وضمهما إلى أراضيه" وفق تعبيره.
وانتقد الرئيس الجديد لمليلية، استمرار المغرب في إغلاق الحدود في وجه المبادلات التجارية، و"التضييقات" المتعلقة بعبور الأشخاص عبر المعبر الحدودي، معتبر في الوقت نفسه، أن الحكومة الإسبانية بقيادة بيدرو سانشيز المنتمي لحزب العمال الاشتراكي، مساهمة في هذا الوضع.
ودعا امبرودا من الحكومة الإسبانية بضرورة إنشاء علاقات جيدة مع المملكة المغربية، لكن بشرط احترام ما وصفه بـ"احترام سيادتنا" من طرف المغرب، داعيا مدريد في الوقت نفسه إلى الإسراع لافتتاح المعبر الجمركي مع المغرب في مليلية لاعادة العلاقات التجارية المتوقفة منذ سنوات.
هذا، وتتهم العديد من الأطراف السياسية في إسبانيا المغرب، بالقيام بمحاولات للتضييق على سبتة ومليلية من أجل استرجاعهما بكافة الطرق، خاصة أن الرباط لا تعترف بالسيادة الإسبانية على المدينتين وتعتبرهما على المستوى الرسمي أراض مغربية محتلة.
وأعلن حزب "فوكس" الإسباني الذي ينتمي إلى اليمين المتشدد، في هذا السياق، أنه الحزب الوحيد الذي يتضمن في برنامجه لانتخابات 23 يوليوز الجاري، نقاطا تتعلق بمدينتي سبتة ومليلية، منتقدا الحكومة الإسبانية الحالية التي يقودها حزب العمال الاشتراكي، إهمال المدينتين اللتين تعانيان من "المضايقات والتهديدات المستمرة" من طرف المغرب.
وحسب ما نقلته الصحافة الإسبانية، بخصوص نقاط "فوكس" حول سبتة ومليلية في برنامجه الانتخابي، فإنه وضع 4 نقاط أساسية تُركز على ما وصفه بـ"حماية" المدينتين الواقعتين في شمال المغرب، من المضايقات والتحرشات والتهديدات التي يقوم بها المغرب ضدهما على مختلف الأصعدة.
ووفق ذات المصادر، فإن حزب "فوكس" الذي يقوده سانتياغو أبسكال، وضع في النقطة الأولى في برنامج الحزب بخصوص سبتة ومليلية، الالتزام بحماية المدينتين من كافة "المضايقات المغربية" وذلك بتوفير العناصر الأمنية الكافية بسبتة ومليلية وتوفير كافة الأجهزة لها من أجل التصدي لتدفقات المهاجرين غير النظاميين على حدودهما، وهي التدفقات التي تكون بـ"تشجيع من المغرب"، حسب "فوكس".
وبخصوص النقطة الثانية، فإن "فوكس" يتعهد بإنشاء ما وصفه بـ"قيادة متكاملة لمراقبة الحدود"، بخصوص حركة تنقل البضائع والأشخاص، سواء عبر البر أو البحر أو الجو بين المدينتين وباقي التراب المغربي، في حين يتعهد في النقطة الثالثة بضرورة زيادة الانتشار العسكري في المدينتين لحمايتهما من أي تهديد مغربي للسيطرة عليهما عسكريا.
وفي النقطة الرابعة، يُعلن "VOX"، بأنه سيعمل على مطالبة حلف شمال الأطلسي "الناتو" بإدراج سبتة ومليلية ضمن المناطق التابعة للحلف، من أجل الدفاع عنهما عند حدوث أي مواجهة عسكرية مع المغرب بشأنهما، وهو المطلب الذي كان قد وجهه "فوكس" في وقت سابق للحكومة الإسبانية الحالية بتحقيقه.
هذا وكان متوقعا أن حزب "فوكس" المعروف بعدائه إلى المغرب، سيواصل استخدام خطابه السياسي المعادي للمملكة المغربية في الحملات الانتخابية الجارية قبل يوم الاقتراع في 23 يوليوز، بالنظر إلى كونه يعتبر أن المغرب ينتهج أساليب عدائية تُجاه إسبانيا في عدد من القضايا.
كما يتهم "فوكس" المغرب بكونه يُخطط للسيطرة على سبتة ومليلية بانتهاج العديد من أساليب "التضييق"، كالسماح لتدفقات المهاجرين بالوصول إلى المدينتين، وإيقاف حركة البضائع معهما، إضافة إلى استخدام الرباط مصطلحات من قبيل أن "مدينتي سبتة ومليلية أراض مغربية محتلة" بشكل رسمي، وهو ما يعتبره "فوكس" وجود نوايا مغربية لاستعادة المدينتين.